لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها...قالها خير خلق الله كلهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليؤكد أن الجميع أمام القانون وأمام حدود الله سواء...وهو من قال ما معناه لا فضل لعربى على اعجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى...وهو صلى الله عليه وسلم لم يعط أى ميزة لأبن عمه وزوج ابنته وحبيبته وفلذة كبده على بن ابى طالب رضى الله عنه وارضاه وقدم عليه الصديق أبو بكر والفاروق عمر ،وهو صلى الله عليه وسلم لم يعط أى ميزة أو حصانة لأشهر وأبرز قواده من أمثال خالد بن الوليد سيف الله المسلول وسعد بن ابى وقاص وأسامة بن زيد..

ودستورنا دستور 2014 يؤكد بما لايدع أى مجال للشك سواء في ديباجته أو مواده أن الكل سواء أمام القانون وان كل المصريين على اختلاف مؤهلاتهم والوانهم ووظائفهم أمام القانون سواء لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات....وذلك بما يتوافق مع ما قاله أحد أبناء بيرم التونسى وفؤاد حداد وصلاح جاهين واعنى به الشاعر الرائع سيد حجاب الذى شارك فى صياغة وكتابة ديباجة دستورنا والذى قال:كلنا ولاد تسعة وبنسعى ودى مش وسية والناس سواسية.   

قد تنجح القوانين الوضعية فى التمييز بين المواطنين وإعطاء بعضهم مزايا وحصانات غير أن كل ذلك لا قيمة له عندما يقف الجميع أمام سريع الحساب أعدل العادلين القائل فى كتابه الكريم(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)

تعجبت عندما قرأت أن أعضاء مجلس النواب(برلماننا العتيد) أصدروا قانونا يعفيهم من دفع أى ضرائب من تلك التى يدفعها غيرهم من المصريين المواطنين الذين ليس لهم حصانة برلمانية.

وتعجبت عندما قرأت أن وزارة التربية والتعليم فتحت باب القبول بالمدارس اليابانية وحددت الرسوم بعشرة آلاف جنيه لكل تلميذ...تساءلت هل وافقت اليابان على هذه الرسوم التى تستبعد الفقراء من دخولها والأهم هل تتوافق هذه الرسوم مع ما جاء فى دستور 2014 عن التعليم وضمان الحكومة لمجانيته

بمناسبة اليابان سعدنا وسعد كل عشاق كرة القدم بأداء فريقى اليابان وكوريا الجنوبية فى مونديال روسيا...الفريقان ضربا المثل على الأداء الجاد والعمل بروح الفريق...اليابان استفادت يوما من التجربة المصرية بعد الحرب العالمية الثانية وأحسب بل واجزم أن علينا أن نتعلم الكثير من كوريا واليابان حتى فى لعب كرة القدم بكل الإصرار والجدية.

-----------

بقلم: عبد الغنى عجاج